بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ على بركة الله
..
كان هناك أحد الأشخاص يحب العصافير، لكن المشكلة أن والده يرفض ذلك، ولم يسبق أن اشترى له عصفورا، مع أن ولده '' منير '' دائما مصر،لكن من دون فائدة، قد يشتري له أي شيئ لكن العصافير مستحيل ، ذات يوم كان يتمشى، فرأى أحد أصدقائه قرب عصفوره وهو حزين،فذهب إليه قائلا : لماذا أنت حزين هكذا ؟ مع أنك تملك هذا العصفور الجميل، فرد عليه : كل ما في الأمر أنني سأسافر، وعصفوري سيبقى وحيدا فأنا لا أستطيع أن آخده معي،
فقال له منير وهو في غاية السعادة
/ سهلة...سهلة جدا دعه معي سأعتني به جيدا
/ لكن كيف ؟ فأبوك لا يحب ذلك
/ لا تقلق مادام لك وليس لي فسيسمح لي والدي بأن يبقى عصفورك في المنزل
/ اتفقنا..يا أعز صديقي لي
بعدها عاد منير إلى المنزل وهو يغني ،فقد كان هذا أسعد يوم في حياته، فوجد أباه هناك أمام الباب فقال له : ألم أقل لك...فرد عليه بسرعة قائلا : لا تقلق يا أبي فهذا العصفور ليس لي، فقد تركه عندي صديقي، وسيأتي ليأخده في الغد ،لأنه سيسافر هذا اليوم ، بعدها سمح له والده بذلك ووافق ولأول مرة في التاريخ ، أما منير فقد صعد إلى فوق ووضع العصفور أمام النافذة، وبدأ يحدق إليه وهو يبتسم ، ويتكلم معه ، كم أنت جميل يا عصفور صديقي !
ليتك كنت عصفوري، لكنت أعطيتك كل شيئ، حتى اسمي.. لا أستطيع أن أبعد ناظري عنك، يا أغلى عصفور..يا عصفور صديقي،لو كان لي أب آخر لأحضرت إليك سيفا لتحارب ،آه... يبدو أنني نسيت نفسي، وبدأت أتفوه بكلمات صعبة عليك يا عصفور صديقي،بعدها قرر أن يأخده من القفص ويلعب معه قليلا ، وذلك ما فعله وقضى معه أوقاتا رائعة ، ولحظات لا تنسى جعلته في عالم آخر تماما ، يفكر ...ويفكر...وأخيرا حل الليل فنادى عليه أباه، فأعاد العصفور إلى مكانه ، لكنه ترك القفص مفتوحا ، ونزل إلى الأسفل ليتحدث مع والده، في بعض الأمور التي تخص العصافير ، وبعدما انتهى عاد ليرى العصفور، فصدم فقد رأى الهواء وحيدا والقفص فارغا ، يا إلهي..ماذا فعلت ؟ من أين سأحضر مثله ؟ وصديقي سيكون هنا في الغد..ماذا سأقول له ؟ فنزل إلى الأسفل وأخبر والده بالأمر: لكنه لم يساعده وطلب منه أن يبحث عنه أولا، وإن لم يجده فتلك مشكلته ، غادر المنزل فبدأ يبحث هنا وهناك...لكن لا أثر له ، يبدو أن العصفور قد ضاع ، فبدأ يفكر...فعاد إلى والده وطلب منه بعض النقوذ ، بعدها اتجه إلى بعض المحلات ليبحث عن عصفور يشبهه ، وبعد معاناة دامت ثلاثة ساعات وجد أخيرا عصفورا يشبهه ، فاشتراه وأحضره إلى المنزل ، الحمد لله ...الآن سأنام وأنا في أحسن أحوالي ، بعدها أغمض عينيه...، فبدأ يحلم بأن صديقه سيقتله لأنه أضاع عصفوره ، فاستيقظ وهو خائف، وقد كانت الشمس قد أطلت بنورها الدافئ ، الحمد لله أن هذا مجرد حلم ، نظر إلى العصفور الذي اشترى فوجده في لون آخر، يبدو أن الليل قد خدعه وجعله يخطئ في اختيار اللون المناسب ، طرق صديقه الباب، فنظر إليه '' منير'' من النافذة قائلا : / انتظر يا صديقي
/ لا تتأخر فأنا متشوق لرؤية عصفوري
/ لا تقلق لن أتأخر
بعدها عاد إلى الداخل وهو في حيرة من أمره ، فبدأ يبحث هنا وهناك حتى وجد ، لونا مناسبا من أدوات الفنوان التشكيلية ، فقام بتلوينه وجعله يبدو كعصفور صديقه ، فنزل إلى الأسفل وبدأ يحدثه من جديد
/ خد عصفورك الجميل
/ شكرا لك يا صديقي...لكن أرى أن عصفوري قد تغير بعض الشيئ
/ نعم لكن في حجمه فقط.. لقد أطعمته جيدا
/ لكن لماذا لا يغني ؟
/ لقد أصيب بالزكام ليلة أمس
/ حقا لم أكن أعلم أن الطيور هكذا
/ ها أنت الآن تعلم..ونصيحة مني لك أن تهتم بمظهره فهذا يجعله جيدا
أراد أن يغادر فلاحظ أن جزءا من العصفور في لون آخر، فعاد إلى صديقه وهو يقول : كيف تفسر هذا ؟ فلم يعرف ماذا سيفعل فقال له : سأفسر لك كل شيئ لنصعد إلى الأعلى وسأشرح لك كل شيئ ،اصعد أنت أولا إلى غرفتي ، فأنت تعرفها وسألحق بك بعد أن أخبر والدي، وذلك ما فعله صديقه ، أما ''منير'' فقد بدأ يفكر في ماذا سيقول له، وهو يصعد الدرج ببطئ شديد ، فبدأ يبكي وقرر أن يخبره بالحقيقة ، ففتح باب غرفته فوجد صديقه يلعب مع عصفوره السابق ،والعصفور الآخر في القفص : يبدو أنه عاد لوحده وهذا خبر جيد وقال له صديقه : كنت أعرف أنك تعد إلي مفاجأة ، كما هو متوقع منك ،بعدها أخبره بأنه كان تحت اختبار وقد نجح فيه، فغادر الصديق وصعد الأب وسمح لولده بأن يبقي ذلك العصفور معه وبأن يزيل عنه تلك الألوان المزيفة فإن الأخرى تناسبه أكثر، بعدها خرج منير وأخبر صديقه الحقيقة كاملة وبأنه كذب ، ففرح صديقه كثيرا بما سمع ، وعاش الجميع بسلام وكذلك العصافير ، وهكذا أكون قد انتهيت، أتمنى أن تنال القصة اعجابكم .
موضوع: العصــــــفور 
