كفانا خصاماً
كثيرة ما نختلف مع بعضنا البعض بسبب وبدون سبب ، ولا نسفيد شيئا سوا دموعنا الساقطة على وسادتنا ونحن نياماً ، ونجد انفسنا متضايقين حتى دون ان نعلم سبب ضيقنا ، ولا نعلم ان سر فرح كل واحد فينا يكمن فى الاخر ، فكل واحد منا عنده الفرحة والسعادة والبهجة التى ينتظرها الاخر ، على ابسط الاشياء نختلف وكأننا ننتظر لبعضنا البعض الخطأ ، حتى عندما يحاول واحد منا ان يلاطف الثانى او يحاول ان يصالحه ، نجد كرامتنا اخذتنا مرة اخرى للخلاف .
وها انا اليوم يا حبيبتى وبكل هدوء أريد ان اجلس معك ، وقبل ان نجلس سويا أريد ان نترك كرامتنا خارج الغرفة ومعها الكلمات القاسية والعتاب الشديد ، أريد انا أصالحك حتى لو كنتِ مخطئة فى حقى ولما لا فأنا أحبك وواجبى نحوك إرضائك ، وانت كذلك ، وأول شئ أريد أنا أقوله لكِ: لماذا نترك حزننا يسكب على شهدناً مراً .
كل ما ينقصنا ان نزيد ثقتنا ببعضنا ، ويأخذ كلا منا كلام الاخر بمحمل طيب ونية طيبة ، ربما لا أجيد الفكاهة وعندما حاولت أزدت الموقف سو ، ربما أردتِ انت ان تستفزى مشاعرى نحوك وانا لم اتقبل ، لو إزدنا عمقاً فى علاقتنا ، وتأصلت شجرة الحب التى زرعناها سويا فى قلوبنا وداوماً ان نرويها بالكلمة الطيبة والمشاعر الرقيقة والحب الحقيقى الصافى ، لن يؤثر فيها رياح او تقتلعها ، لانها ستكبر وتصبح شجرة عظيمة تأتى طيور السماء وتتأوى فى أغصانها .
كفانا خصاماً يا حبيبتى ... العمر يمضى سريعا هلما نفرح به فهو اثمن من الاشياء التافهة التى تغضبنا ..... كفانا خصاما يا حبيبتى انت اغلى عندى من كرامتى ، كفانا خصاما يا حبيبتى ......
بقلم مينا شوقى