قصيده سوق الغدر

سوق الغدر

ذهبت إليه برغبتى متلهفة لعلى لم اكن اعرف انه هكذا ، ذهبت إليه كالشاة التى تساق لذبحها دون ان تعلم ، كنت ممسكة بيده وكلى برائة كالطفلة الممسكة بيد ابيها ذاهبة لشراء دوميتها الصغيرة ، تغمرنى السعادة ، يطيرنى النسيم ، ينعشنى الندى اللامع فى عينيه ، ولم اكن اعلم انه أخذنى إلى سوق الغدر . هناك كل شئ مباح وقابل للبيع والشراء ، هناك ومعه وجدت ان سرقة القلوب لذة ، وافتراس الاجساد متعة ، وذبح البراءة شهوة ، كانت فلسفته ان اصياد السمكة اشهى من أكلها .

هناك يغنون بموسيقى محرمة لانها محزنة للقلوب ، هناك وجدت ذئاب ، واليوم علمت ما الفرق بين الأسود والذئاب ، الاسد ان اكل لا يفترس ونبله يمنعه من اصياد احد اخر ، اما الذئب فيذبح جميع الحملان ولا يأكل إلا واحدة ، وها أنـــا أصرخ " لقد ذبحنـــى" ، وما ذنبى يا حبيبى يا من كنت أغلى عندى من قلبى حتى وضعته تحت قدميك ، فسحقته بكل سادية ، وتركتنى بلا رحمة قلبى ينزف بعد ان شبعت بلا نبل .

ها قد دخلت انظف نفسى من ضعفى ، أردت أن انزع جلدى الذى لمسك ، واقص شفتين قبلتك ، وبكل قسوة قطعت خدودى التى وضعت عليها انفاسك ، ولكن ما ذنبى ، هل ذنبى برائتى ام ذنبى محبتى ؟؟ . وها أنا جالسة فى غرفتى ألملم أشلائى التى مزقتها ، صارخة يـــــــــــاإلهي ... اعنى لانى لم اعد قادرة على التحمل ,,, إنني محطمه ,,, منكسرة ,,, مجروحة ,,, يائسة ,,, وأول شئ فعلته كى انقذ ما تبقى منى ، إنى خرجت من سوقك (سوق الغـــدر) ......
بقلم مينا شوقى

شكرا كتير

العفو